Wednesday, 4 February 2009

قــصــــة مــكــــة....الجزء الثاني - نزول الوحي






جبل النور ويوجد في أعلى قمته غار حراء






غـــــــــــــــــــــــار حــــــــــــــــراء






في مكة تحديدًا، ودون أي بقعة أخرى من بقاع الأرض، وبالطبع لحكمة يعلمها الله



لعلَّ من هذه الحكمة



أن هذه المنطقة ليس لها تاريخ ثقافي يُذْكَر، اللهم إلا ما تميَّزت به من سحر البيان والذي تجسَّد في نظم الشعر، ولعلَّ في


هذا ما فيه من نقاء الرسالة الخاتمة وعدم تلويثها بما كان في البيئات والأمم الأخرى التي سادتها ثقافات


وفلسفات وضعيَّة خاصَّة


. وأيضًا: أن هذه المنطقة ليس لها تاريخ عسكري ملموس؛ فلم يكن هناك ما يُعْرَف بالجيوش العربيَّة أو الجيش المنظَّم



، بل كانت قبائل متفرِّقة لا تَعْرِفُ إلا حرب الإغارات والسطو، ثم لمَّا أسلموا دانت لهم الأرض، وذلت لهم القوى العظمى



آنذاك، وتحوَّلوا من رعاة للغنم إلى قادة للأمم، وهو أمر معجز، ودليل دامغ على أنهم مؤيَّدون بتأييد الله وهو عكس ما



لو نزلت الرسالة في بلدٍ له تاريخ عسكري طويل وعظيم ومنظَّم

.

كما أن لغة الجزيرة العربيَّة هي اللغة العربيَّة وهي أشرف اللغات، وهي لغة أهل الجنة، وبها نزل القرآن الكريم



. وأيضًا فإن العرب وأهل مكة كانوا يؤمنون بالله، وإن اتخذوا الأصنام والأوثان شفعاء، ولذلك فهم أقرب إلى الإسلام من


غيرهم ممن جحدوا الألوهية وعبدوا غير الله.


وهذا فضلاً عن صفات العرب وأخلاقهم التي تساعد على حمل الدعوة ونشر الرسالة، وهي مثل: الصدق، والكرم


، والشجاعة، والصبر، وقوَّة التحمل


، وفي لحظة فارقة وعجيبة في تاريخ البشريَّة، بل لعلَّها أعظم لحظة مرَّت في تاريخ الأرض وإلى يوم القيامة



، في هذه اللحظة وفي هذا المكان ينزل الوحي على رسول الله في غار حراء وهو يتعبد لله ليكون أرفع شرف، وأفضل


مِنَّة، وأنبل تكريم للبشريَّة، حين يفيض الله من رحمته على أهل الأرض، فيُرسل إليهم رسولاً منهم، ويُكرمه بالنبوَّة


، ويُنْزِل عليه جبريل بآيات من القرآن الكريم

.
وقد كانت البداية لما حبَّب الله إليه الخلوة؛ فكان يخلو بربه ويعتكف في رمضان من كل سَنَة


، ثم بدأت آثار النبوَّة تتبدَّى له، وكان منها سلام الحجر عليه، وكل ذلك كان إعدادًا وتهيئة لرسول الله بل ولأهل مكَّة من


قريش وغيرهم؛ حتى يعلموا بعد ذلك أن هذا الإنسان يُوحَى إليه من عند الله




. كما كان منها وهو صغير حادث شقِّ الصدر، وقد ثبت في كتب السنة



وهو أن النبي قد شُقَّ صدره وهو غلام وأُخْرِجَ قلبه واستُخْرِجت علقة من قلبه، وقيل: هذا حظُّ الشيطان منك. ثم غسل



قلبه في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأَم صدر النبي. رواه مسلم: كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله إلى



السموات وفرض الصلوات


وكان من أهم المقدِّمات التي سبقت الوحي الرؤيا الصادقة؛ فكان رسول الله لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، حتى


مضت على ذلك ستَّة أشهر ثم أتاه جبريل


وفي ذلك تروي السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول



: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ؛ فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ


إِلَيْهِ الْخَلاَءُ



، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ - قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ


إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا


حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ، فَقَالَ: اقْرَأْ. قَالَ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ. قَالَ: فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي


الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ. قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ. فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ


. فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ



. فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ". فَرَجَعَ


بِهَا رَسُولُ اللَّهِ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي. فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ


عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ: لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي.



فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتُقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى


نَوَائِبِ الْحَقِّ



. فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ، وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي


الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ


، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ. فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: يَابْنَ أَخِي، مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ خَبَرَ مَا رَأَى


، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. فَقَالَ


رَسُولُ اللَّهِ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا


مُؤَزَّرًا

"
ومن هذه القصة يتَّضح لنا أن رسول الله بشر؛ فهو يخاف على نفسه فيعود مسرعًا إلى بيته طالبًا الأمان

،


كما أنه لم يكن منتظرًا للرسالة أو متوقِّعًا للنبوَّة،


كذلك نلمح في موقف السيدة خديجة رضي الله عنها موقف الزوجة الناصحة المُحِبَّة لزوجها الوفيَّة له

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يــتــبــع مــا قــبــلـــــه ومـــا بـــعـــده بــإذن الـلــه.

4 comments:

  1. السلام عليكم
    وجزاكى الله خيرا على المعلومات الجميلة دى وربنا يجعله في ميزان حسناتك
    تحياتى ليكى ودمتى بالخير

    ReplyDelete
  2. أهلا يا بنوته

    ربنا مايحرمنيش من متابعتك النشيطة

    أنا فعلا والله بستفيد وانا ببحث عن الماده الخاصه بالموضوع ده

    يعني هنا استمتعت بجبل النور ومعرفة ان غار حراء يقع على قمته

    وسرحت وانا بتأمل صعود الرسول عليه الصلاة والسلام لهذا الجبل حتى يتأمل ويبحث بفطرته النقية عن نور الله

    نورتيني يا بنوته

    ReplyDelete
  3. جزاك الله خير
    متابعين
    ماشاء الله
    ربنا يفتح اليك من خزائن علمه

    ReplyDelete
  4. أختي الغالية أم البنات

    ربنا مايحرمنيش من متابعتك لمواضيعي المتواضعة

    ولكي من دعائك لي بالمثل يا حبيبتي

    توقيعك بينور مواضيعي

    ماتتأخريش عليا

    تــحــيــاتــي

    ReplyDelete